الثلاثاء، 6 سبتمبر 2011

[ الجزء الرابع ]



جا اليوم المنتظر ..

وهو يوم زواج مها .. اللي الكل ينتظره ..
توتر .. ترقب .. خوف .. حزن .. فرح .. كل هالمشاعر كانت تتملك مها بهاليوم ..
لكن مع هذا كانت تبين الهدوء و الطمأنينة .. 
جالسه في المشغل في غرفة العرايس .. و الفلبينية تسوي لها بودكير و منكير ..
دخلت عليها شهد ..
شهد : لولولولولولوش .. وعليه سعيد و عليه مباارك
مها تضحك : اششش فضحتيناا
شهد : خلييهم يسمعون وش عليك منهم .. فرحي استانسي .. ودعي العزوووبية ..
مها : سكتي سكتي بموت من الخوف
شهد : أقول بس تلايطي .. بلا خوف بلا هم .. هذا فهيييد من جدك تخافين منه
مها : اسمه فـهد لو سمحتي .. وبعدين انا مو خايفه منه .. مدري أحس الوضع يخوف
شهد : أقول .. إذا فهمتي نفسك .. فهميني
مها : هههههههه روحي روحي لا أتوطاا بطنك الحين

طلعت شهد من عندها ..
و نزلت تحت .. بالها مشغول عليه .. يمكن منقطع النت عندهم .. او يمكن سافر .. الحين صيف أكيد مسافر .. بين كل هالأفكار .. حاولت تبعده من راسها .. و تفكر بأجمل يوم بالنسبة لأختها ..

--------------------------

: يبه من جدك ! لا مستحيل
الأب : نعم ؟ و ترادديني بعد
: لا السموحة مو قصدي .. بس أحس السالفة مزح
الأب : لييه و من متى أمزح معك انا !!
الأم : يا بو وليد اهدى شوي و خلني أفهمها الموضوع
: يمممه !! انتي معاه بعد
طلع الأبوو من الغرفة .. و جلست معاها أمها
الأم : يا بنتي الزواج سنة الحياة .. ولازم تاخذين نصيبك
: أي أدري آخذ نصيبي .. بس هذا مو نصيبي .. لا هو من أهلنا ولا من جماعتنا ..
الأم : والله أدري و فاهمتك .. بس ما فيه إلا هالحل عشان تنقذين أبوك و تنقذينا من الفقر
: أي صح وانا كبش الفدااء
الأم : من قال ؟ انتي رهف العزيزة الغالية .. و بعدين أبوك يمدح في أخلاقه و دينه .. عليك هو مين و وش هي أفعاله .. ما عليك من الحسب و النسب ترى والله ما يفيدك
رهف بدت تقتنع : طيب متى بيجي يخطب ؟
الأم : هو ينتظر ردك .. إذا وافقتي بيجي يخطب و يشوف السنة .. و بعدين ان شاء الله نتفق على كل شي
سكتت .. ما تدري وش تقول .. صح اقتنعت بكلام أمها .. بس بداخلها شي ثاني .. يرفض الموضوع !

قامت تتروش و تنتظر اختها الكبيرة حنين .. عشان تاخذها ويروحون المشغل ..

--------------------------------


جالس على سجادة الصلاة .. و آثار التعب و المرض مرسومة على وجهه .. و زاد عليها الحزن و الفقد : يآآرب انك ترده لي سالم غانم يآرب
جاه صوتها :الحين قمت تخاف عليه .. وانت اللي تصبحه بالطق و تمسيه بالطق
رد بهدوء : اسكتي يا مره ترى اللي فيني كافيني

تركته و راحت .. صح هو مو ولدها .. لكنها عمرها ما حسسته بـ فرق بينه و بين عيالها ..
جالسه تفكر .. إذا كان مو في شرطة ولا مستشفى .. وين بيكون !؟
ما بقى مستشفى ما دوروا فيه .. ولا بقى مركز شرطة .. و لا شارع من شوارع الرياض .. إلا راحوها ..

بدت تتذكر أحداث ذاك اليوم ..
: يبه والله العظيم ما تحرشت فيهم .. صدقني
الأبو وهو ماسك عصاه و يضرب ولده : أصدقك ؟؟ أصدقك ؟؟ يعني يجي أخوهم يتبلى عليك
بين الألم : أقولك والله العظيم هو يبي كل هذا يصير .. يبي ينتقم مني
: و ليييه ينتقم منك ؟؟ وش انت مسوي له ؟
: ما سويت له شي .. آآه يببه خلاااص تكفى

حاول يفلت من يد أبوه .. وراح ركض لغرفته ..
حاس جسمه كله متكسر .. رن جواله كذا مره .. و رد بالأخير ..
بصوت مليان تعب : نعم ؟
: الأخ سلطان ؟
و هو يمسك رجله : ايه
: بغيتك بـ موضوع

استمرت المكالمة لمدة ربع ساعة  .. و طلع بعدها ركض .. و في يده كيس ..
و من بعدها ما رجع !

--------------------------------


في السيارة جالس مع صاحبه و يتحوس في درج السيارة .. اللي ممكن ينكسر من كثر الأشياء اللي فيه ..

بـ سرحان : يووه ودي أشوفها .. أكيد كاشخة اليوم عرس اختها
مركز على الطريق : هييه يا العاشق الولهان انتبه لنفسك وش تقول ..
بعدم اهتمام : ياخي والله أحبها
: طيب .. بس مو من حقك تتكلم عنها و هي ما تحل لك
بتأفف : أدررري .. بتصير حلالي ان شاء الله و بتقول ابو الهش قال

سكتوا و هو ما زال يتحوس بالأغراض .. و باله عندها .. من زمان ما شافها .. مشتاق لها كثيير ..
كل اللي في باله .. انها جالسه تنتظره يخطبها .. أما هي ما درت عنه أو عن هوا داره .. كل اللي كان بينهم حب طفولة .. و نسته من زماان ..

قطع تفكيره رنة جواله ..
هشام : هلا ابو النييف
نايف : هلا .. وينك ؟
هشام : في السيارة لييه ؟
نايف : بتروح معي العرس والا بتروح لحالك
هشام بـ حب مصطنع : تبيني أروح معك رحت ما تبيني ما أروح .. انت آآمر تدلل بس
نايف : اللــه عليييك .. وش هالرومنسيه الفجائية
هشام : انا من يومي رومنسي بس انت وش فهمك
نايف : تكفــى بسم الله علييك .. اقول اخلص علي إذا مانت برايح بروح مع محمد
هشام : خلاص أجل انت روح معاه وانا بجي لحالي
نايف : اووكي سلام
هشام : وعليكم السلام

سكر من اخوه .. و صل بيتهم و نزل عشان يحلق و يكشخ و يروح العرس بدري .. اليوم عرس بنت خالته .. و ولد خاله ..
و لعل و عسى يشوف حبيبة قلبه و يروي ضماه ..

-------------------------


مر الوقت بسرعة .. جهزوا البنات كلهم .. و كل وحده كانت أشيك من الثانية ..
انتقلوا للصالة على دفعات .. و بدت السهره تحلو ..
شهد رايحه جايه على اختها .. اللي جالسه في غرفة العروس ..
شهد : بس عاااد سويتي زلازل من كثر ما تهزين رجلك  .. اهدي شوي
مها : ما أقدر ما أقدر .. والله احس متوتره
شهد بـ حنان : اهدي .. الله يتمم على خير ان شاء الله
مها تمنع دموعها : بشتاق لك
شهد تبلع ريقها : وانا بفتك منك ههههههه
مها : حراام عليك انا اختك تقولين لي كذا
شهد : والله ياخي ناشبه في حلقي .. ياخي روحي فكينا خل نشوف طريقنا يمكن يجي أحد يخطبنا والا شي
مها : ماالت توك نتفه و تتكلمين
شهد : بسم الله عليك يا الكبيييره
مها : اييي كبيره و الدليل اني لابسه هالفستان

طلعت منها بعد ما غيرت جو اختها .. و راحت تجلس مع امها عند الاستقبال ..
انتظرت شدن لحد ما جات .. و راحت معها للطاولة ..

: شوودي قومي نرقص
شدن : لا انتي قومي وانا بصفق لك
شهد : طيييب انا اوريك
شدن : هههههه يلا قوومي شوفي شوق بترقص رقصي معاها

قامت شهد ترقص مع شوق و لحقتهم رهف ..

كانت تناظرها بـ حزن .. هذا آخر يوم لي معها .. ان شاء الله ما تحس بشي .. مابي أخرب فرحتها ..

-------------------------

عند الرجال ..
الكل كان مرتبش و فرحان ..
الزواج كان هادي بشكل عام مثل أغلب زواجات الشرقية .. باستثناء الزواجات اللي يجيبون فيها عرضة ..

يحس الفرح يسري بعروقه .. ما هو قادر يجلس مع الرجال .. وده لو يروح لها وياخذها الحين .. لكنه مضطر انه يتم فترة أطول ..

: فشلتنا كل شوي تطالع الساعة .. كأنك أول واحد يتزوج .. اثقل بالحبيب
فهد : تكفى بو حمييد خلهم يطلعونها
محمد : وشو يطلعونها على كيفك هوو .. لا ما فيييه اصبر الصبر مفتاح الفرج
فهد : اوووف .. اشوف فيك يوم ان شاء الله
محمد : هههههههه ان شاء الله ما عندي مشكله انا
فهد : طيب بذكرك ذاك اليوم
محمد بدلع بنات : تكفى لا تقعد تخوفني انا وحده على وجه زواج
فهد : هههههههههه

فرحان كثيير لأخته الغالية .. علاقته فيها مرره كوويسه .. بسبب فرق السن البسيط بينهم ..
و فرحان لـ صديقه اللي متربي معاه .. مع انهم كبروا و كبرت أحلامهم و اختلفت اتجاهاتهم .. لكن ما زالوا أصدقاء ..
محمد و فهد و نايف .. تربوا مع بعض .. تقاسموا طفولتهم .. و تشاركوا لحظاتهم الحلوة و المرة ..

الكل مشتغل تصوير و سلام و سوالف ..
ما جات الساعة 11 إلا الناس مشوا و صالة الرجال بدت تفضى ..
باقي الأهل بس ..

أما في صالة النساء ..
الزواج توه في أوله .. و إزعاج الطقاقه واصل آخر الدنيا ..
الكل بدون استثناء .. فرحان و مبسوط .. و ينتظر دخلة العروس ..

: مهااوي يلاا الساعة 12 قومي
مها : لا لا قولو له هونت
شهد : ههههههههههههههههههههه الله يقطع ابليسك قومي بس
مها : جد جد قولو له هونت مابي فرحانه بس خايفه أحس مادري شلون
شهد : هييه اهدي اهدي .. كم مررا قلت لك لا تقولين شي بدون ما تفهمينه ههههههه
مها بـ عصبية : انا وين وانتي وين ..
شهد : اوهوو بروح انادي أمي

جات امها و هدتها ..
فتحوا الباب على أصوات دقات قلب ..
كان الصوت عالي .. و دقات القلب خلت الكل يدق قلبه معها ..
بعدها بدا الشعر .. اللي كان مكتوب لـ مها خصوصاً .. و بعدها بدت الزفة .. و تحركت مها بـ صعوبة ..

في البداية كانت تحس راح يغمى عليها من الموقف .. لكن بعد ما مشت شوي على الاستيج .. بدت تحس الوضع طبيعي .. تبتسم للحضور .. لـ صديقاتها .. لأمها و اختها .. لأهلها ..

انتهت الزفة مع وصولها للكوشة .. أهدوها أغاني كثير ..

مرت ساعة و جا وقت دخول المعرس ..

دخل بو محمد و محمد و خالد .. صوروا و رقصوا و فرحوا .. بعدها دخل المعرس على أغنية المعرس المعتادة ..

دخل و هو يحس رجوله ما تشيله .. بسبب الربكة ما قدر يميزها من بعيد .. كل ما قرب منها .. كل ما زاد جمالها و انبهاره ..

هو يعرفها و تقريباً يشوفها شبه أسبوعياً .. لكن مع كذا .. كانت الفرحة تحليها .. و الحياء اللي كاسي وجهها معطيها رونق جميل ..

قرب منها و باس يدها و جبينها ..
حست بـ كهرباء تسري في جسمها .. ابتسمت بصعوبة و جلست معاه ..

طلع بو محمد مع عياله .. و راحوا أهل فهد يسلمون و يصورون ..

بعد نصف ساعة تقريباً .. طلعوا من الصالة على زفة شعرية ثانية ..

تركوا الأهل وراهم .. وراحوا متجهين للفندق ..
بما أن فهد من سكان الخـبر .. و مها من سكان الأحساء .. فـ شقتهم في الخبر ..
قرروا يسكنون في فندق لمدة يوم واحد .. وبعدها يروحون لمطار الملك فهد في الظهران .. لأنهم ناوين يسافرون أوروبا ..


--------------------------

كانت تدور في كل مكان في الصالة .. ما لقتها
: شووقي شفتي شدن .؟؟
شوق : لا والله انا تركتها على الطاولة رجعت ما لقيتها
شهد :يووه غريبة شلون تطلع بدون ما تسلم علي

اتصلت عليها كذا مراا بدون رد ..
: اللهم اجعله خير

تركت جوالها على الطاولة و راحت تتعشى مع بنات خالتها ..

---------------------------

جالسين في صالة العرس .. ينتظرون الحريم يخلصون ..
بـ صوت خافت : انت خلصت شغلك في الرياض ؟
رد عليه بنفس النبرة  : تقدر تقول
: شلون يعني ؟ أنا أموت وأعرف وش سويت هناك ؟
التفت يمين ويسار : اششش اسكت بعدين أقولك كل شي

جاه صوت ابوه : محمد يبه اتصل على أمك شفهم خلصوا والا لا .. تعبنا من الجلسة هنا
محمد : ان شاء الله

اتصل على أمه .. كان باقي يشيلون أشيائهم و يمشون ..

رجعوا كلن لبيته ..
شهد دخلت غرفة مهـا .. و جلست على الكرسي المقابل للتسريحة .. غمضت عيونها .. تذكرت كل شي صار اليوم ..
رغم طفولتها و برائتها .. إلا انها مستحيل تبكي قدام أحد .. أحياناً الموقف يحتم عليها انها تبكي .. لكن مع كذا ما تقدر .. تحاول تنزل دموعها لكن ما تنزل .. إلا إذا كانت لوحدها ..
فتحت شنطتها و خذت جوالها .. لقت فيه مسج ..
Dr.galbe : آسفة طلعت بسرعة كنت مضطره أطلع .. و دورتك ما لقيتك .. آسفة على كل شي .. ذكرياتي الحلوه غالية علي .. وانتي من أحلى ذكرياتي .. أنا مسافرة .. انتبهي لنفسك .. أحبــك

فجأة .. شهقت شهقة قوية .. وانفجرت دموعها ..
ما فهمت شي من كلام شدن .. لكنها بكت .. تحس بـ ضغط فضيع على قلبها ..
اليوم كله كان متعب ..
ما حاولت ترجع تتصل .. راحت غرفتها ..
تمددت على السرير بـ فستانها .. و نامت ..

-------------------------


فتحت عيونها .. لقت نفسها كبرت 5 سنوات ..
و كل اللي صار هذا من ذكرياتها .. و اليوم هي في مكان ثاني .. و بـ شكل ثاني .. لقت كل شي تغيـر .. حتى هي تغيرت ..

الطفلة البريئة .. صارت شـابة ناضجة و واعية .. و كل طيشها تعتبره مراهقة و لحظات ما تتمنى أبد انها تذكرها ..
نست كل لحظات الطيش و التهور بحياتها .. و بدت من جديد ..
بدت تحلم تكون انسانة مؤثرة في الحياة .. لها حلم و طموح واضح .. و بدت توصل له ..

أمس كانت حفلة البيرثدي الـ 20 ..
كانت حفلة بسيطة من صديقاتها .. لكنها تعني لها الشي الكثير ..
طبعاً ما راح نختلف على حكم حفلات عيد الميلاد .. لكن الحفلة ببساطتها تعني الشي الكثير لشخص مثلها ..
بعد ما كانت تحاول بكل جهدها انها تثبت نفسها في كل مكان تروحه ..
صار فعلاً لها حضورها و وجودها في كل مكان .. بـ روحها الحلوه و شطانتها .. بـ عقلها و حكمها .. بـ قلبها الكبير و حنانها ..

صارت مدربة معتمدة لـ برنامج الفوتوشوب في احدى المعاهد ..
تدرس نظم معلومات إدارية و حاسب آلي في جامعة الملك فيصل بالأحساء ..
عضو مميز في الندوة العالمية للشباب الإسلامي ..
عضو مشارك في مركز التنمية الأسرية ..

هذا غير نشاطات الجامعة اللي تشارك فيها ..

صارت شخص فعّال في المجتمع .. وهذا الشي اللي كانت تطمح له .. و تتمنى الأكثر ..

والأهم من هذا و ذاك .. انها انخطبت لـ شخص عمرها ما كنت تتوقعه او تتقبله ..
كل اللي يهمها حالياً مستقبلها و حياتها .. آخر اهتمامها بهالشخص .. اللي دايماً تقول .. مدري من وين طلع لي !؟