الثلاثاء، 9 أغسطس 2011

يا عالم ضاع لي قلب دخيل الله من شافه [الجزء الثاني]

[ الجزء الثاني ]


محمد نازل من الدرج : قصّر الصوت فضحتنا عن الجيران .. كل الناس سمعوا المباراة
شهد نازله وراه : زييين خله عشان اللي ما عنده تلفزيون يقعد عند الباب ويسمع اذا جا قوول والا لا ههههههه
محمد بابتسامة يحاول يخفيها : يااا سخفك عاد
مها طالعه من المطبخ و عيونها متغورقه : يممممه
وقفت ام محمد مرتاعه و الخوف سيطر على الكل ..
ام محمد بصوت مرتجف : شفييييييك !
مها : يممه تعالي
راحت أمها للمطبخ رجولها مو شايلتها و الخوف باين على ملامحها دخلت المطبخ شافت دجاجة للطبخ مرمية على الأرض .. الفرن يشتغل .. الماء يصب .. المطبخ معفووس فوق تحت .. ملاعق هنا .. و قدر هناك .. الخضروات متوزعة بشكل عشوائي في كل مكان
دخلت شهد و وراها محمد : ياااي حرب البسوس كانت عندنا لييه ما احد ناداني
محمد : حرب البسوس و يااااي ما تركب الله يسلمتس هههههه قولي يا ويلتاه .. وا معتصماه .. يعني أي شي من هالقبيل 
شهد : لا لا اصبر هذي شكلها داحس و العفراا
محمد : هههههههههه من هي العفرااا .. مادري اجي أعفر وجهك هنا ههههههه .. الغبراا يا الكمخه
شهد تصرف : انت وش مفهمك .. هي غير و ذي غير في حربين يتشابهون خخخ
طلعوا كلهم من المطبخ ..
: الله يصلحك و يهديك ... قالها بو محمد وهو يسمع نغمة جوال شهد .. الموسيقى الهادية الرايقة ..
راحت شهد ركض لجوالها ..
محمد : بشويش يا مال العافية لا تتسفطين بالأرض ههههههه

شهد تعدل صوتها : هلا خالتي
الخالة : هلا حبيبتي أخبارك ؟
شهد : تمام الحمدلله و انتو أخباركم ؟
الخالة : و الله بخير يا جعلك بخير
شهد باهتمام : سمي خالة بغيتي شي ؟
الخالة : لا سلامتك حبيبتي بس بقولك شي اخاف تسمعينه من برا و ترتاعين
شهد بـ رهبة : شصاير !!؟
الخالة : مو صاير شي بس اليوم طاحت شوق و غابت عن الوعي .... شهقت شهد بطريقة خلت اللي في الصالة كلهم يلتفتون لها ..
الخالة : صبري صبري ترى قامت ما فيها شي بس خفت أحد يقول لك وترتاعين
شهد بصوتها المخنوق : حلللفي ؟؟
الخالة : افاا أكذب عليك يعني
شهد بدت ترتاح : طيب عطيني اكلمها
الخالة : الحين هي نايمة اذا صحت خليتها تكلمك

--------------------------
: بتتزوج بنت عمك.. رضيت حياك الله .. ما رضيت لاني ابوك ولا اعرفك ..
رد و الصدمة باينه بملامحه : يبه تكفى انت من جدك !؟ البنت بنفس عمري .. وانا توني متخرج من الثانوي .. لما اتخرج من الجامعه واتوظف و اكون نفسي والله بتزوجها
رد ابوه بـ عصبية : لا والله ؟ وتخليي بنت عمك عانس عشان حضرتك
رد بدفاع عن نفسه : انا ما قلت خلها تعنس .. بس انا توني صغير .. اذا تبيني تنتظرني .. ما تبيني الله يسهل لها و يوفقها
جاه الرد اللي ما توقعه : اذا بتتزوج هالسنة عرسك كله علي من إلى .. إذا بتتأخر حتى لو سنة وحده .. مو دافع لك ولا ريال
عارف ان ولده ما راح يقدر يسوي شي بدونه .. وعارف انه لو ما ساعده ما راح تقبل فيه أي بنت
: اسمع يا نايف .. هذا انا قلتها و مانيب عايدها ..
و مشى عنه و خلاه يفكر في كل شي ممكن يصير له لو ابوه تخلى عنه من ناحية الفلوس

نايف .. بأول شبابه .. من لما كان صغير و أهله حاجزين له بنت عمه بشرى .. ما كان يحبها .. لكن كان يفكر انها الانسانه المقدره له .. والانسانه اللي بيعيش معاها طول حياته ..
لكن للحين ما استوعب انه ممكن يتزوجها بهالطريقة .. وهو بهالسن الصغير ..
لحد هاللحظة ما استوعب كيف بيعيش معاها العمر و هو طفل للحين ما كمل نضوجه ..

في الوقت اللي كانت الأفكار توديه و تجيبه ..
قالت بصوتها الحنون : نايف لقيت لك حل ..
نايف : قوولي يممه داخل على الله ثم عليك
أم نايف : انت قول لأبوك انك ما تبي تتزوج ....
قاطعها : من جددك وشلون بتزوج بعدين من وين أجمع المهر و الشبكة و فلوس الصالة والعشاء غير الشقة اللي يبي لها مبلغ وقدره
أم نايف : انت اسمعني أول .. انت قوله ما تبي تتزوج .. و لما تتخرج و تتوظف يعينك الله .. و لا تنسى انك البكر .. يبي يشوف عيالك اليوم قبل بكره .. صدقني ما راح يخيبك
نايف : يمممه انتي تقولين كذا و كأنك ما تعرفين أبوي ..
أم نايف : اسمع كلامي اذا كنت ما تبي تتزوج الحين .. انا صدق أبي أفرح فيك اليوم قبل بكره بس بعد مابيك تتزوج وانت مغصوب .. وتكره حياتك .. اهم شي عندي راحتك ..شلون أرتاح و يهنا لي بال إذا انت مو مرتاح
ابتسم نايف : خلاص بكره بكلمه و أقول له

كان خايف من ردة فعل ابوه .. بس بعد مستحيل يضيع شبابه و يتزوج بهالوقت المبكر ..
ابوه بيزعل يوم يومين و يرضى .. بس هالزواج راج يظل وصمة في حياته كلها ..

-------------------------------
متمدده على السرير .. وتلعب بشعرها البني الفاتح .. تتكلم بالجوال
ردت والشك خانق صوتها : مدري خالتي تقول مافيها شي بس انا شاكه في الموضوع
: طيب شلون نبي نكلمها ..
سمعت رنة انتظار : رهووف قلبي ويت شوي
شافت المتصل و سكرت على طول من رهف .. و ردت
: شووش ؟؟
بصوت تعبان : هلا حبيبتي
ردت بفرحة : شوووااق عيووني شفييك ؟ روعتينا علييك ؟ شلون طحتي ؟؟ خفيتي الحين ؟ وش قالك الدكتور .....
قاطعتها بضحكة خفيفة : بس بس خذي نفس هههههه
ردت بصوت طفولي و تمثل الزعل : حايفة عليس انا
شوق : يا لبى اللي حايفين علي .. ارووح فدوة اناا ...  سكتت شوي و كملت : شهد والله ما فيني إلا العافية لا تحاتين ..
شهد : صدق ؟؟ قولي والله
شوق : اقسم بالله ما فيني شي .. كل اللي صار اني يوسف اخوي كان يتزلج و طاح و طيحني معاه
شهد : بلااااه عمي ما يشوووف
شوق تضحك : حرام علييك انا فجأه طلعت في وجهه .. بس غبت عن الوعي من الروعة مو من الطيحة
شهد : يلاا الحمدلله أهم شي جات سليمة .. ولا عاد تخوفيني عليك مرا ثانية
شوق : الله يسلمك .. احس راسي يدور برجع انام شوي ..
شهد : أي حبيبتي ارتاحي .. سلام
شوق : سلام


سكرت من شوق و حست بطمأنينة .. ارسلت لـ رهف عن مكالمتها مع شوق .. و راحت كـ عادتها كل ليلة بهالوقت ..
تتسلل في الظلام لـ غرفة محمد .. و تمارس هوايتها .. وهي الشاتينج !

---------------------------------

بضحكة استهزاء و نرفزة : ههههه قال ايش قال يزعل يومين و يرضى .. صاحي انت ؟؟
رد عليه ببرود : ايه وش فيك ! أجل أضيع عمري انا !
رد بـ عصبية : لو تضيع عمرك و فوقه مليوون عمر مثله .. ما توفيه نص حقه عليك .. هذا بدال ما تقول له تم و على أمرك على هالخشم .. هذا اللي بترد عليه فيه ! .. بصراحة صدمتني فيك يا الخوي
: ترى انت مكبر الموضوع مدري على شنوو .. قلت لك يوم يومين ويرضى
رد بـ عصبية أكثر .. و عيونه بدت تحمّر : تدري بهاليومين وش بيصير فيك !!؟ تدري يا نايف لو بات ليلة وحده ماهو راضي عنك وش يصير لك ! .. استغفر ربك يا شيخ و قوم حب راس ابوك و استسمح منه
نايف بـ عناد : انت شكلك مو مستوعب الموضوع ! انت شايف وجهي وجه زواج ! انا بزررر اقولها و كلي فخر .. والله دام السالفة فيها زواج انا بزر ومابي اتزوج .. واللي فيها فيها

انتهى حوارهم بـ سكوت محمد اللي خاف على صاحبه من عقوق الوالدين .. و حاول ينصحه لكن بسبب العصبية اللي كان فيها ما كان قادر يتحكم بالموقف ..
و انتهى بـ عناد نايف اللي كل ماله و يعاند أكثر ..

شخصيته العنيدة تخلي أهله يلبون رغباته بدون نقاش .. لأنه كل ما طال الموضوع .. كل ما عاند أكثر .. و صعّب عليهم الأمور أكثر ..

-----------------------
شتات : انا أحبك
كايدهم : الله يسلمتس :$
شتات : L
كايدهم : وش فيتس ؟
شتات : قول انك تحبني
كايدهم : يعني اذا قلت بصير أحبتس واذا ما قلت ما أحبتس
شتات : اييوااا قول الحين
كايدهم : واذا ما قلت وش راح تسوين
شتات : ما راح أدخل الشات لمدة شهر
كايدهم : أتحدااااتس تصبرين عني .. أصلاً لو ما دخلتي أجي بيتكم و آخذتس من شوشتس
شتات : يلا تعال L
كايدهم : وراتس عجليه .. جاي قريب
شتات : جدددد ؟؟ قول والله ؟؟
كايدهم : عاد اصبري علي

من كثر ما هي مندمجة ما سمعت الخطوات على الدرج ..
ما استوعبت إلا بعد ما فتح الباب و شاف اللاب في حضنها .. والابتسامة على وجهها ..

-------------------------------

بدت الاختبارات و الكل معتكف في غرفته .. ولكلن طقوسه الخاصة في المذاكرة ..

جالسة في الصالة و ماسكة كتاب الرياضيات و الدفتر و تحاول تحل المسائل ..
مع إزعاج أسامة و مي و في .. اللي يبكي واللي يضحك .. و هي مندمجة بمذاكرتها ولا عليها من أحد ..
رهف بطبيعتها الإجتماعية تكره العزلة والوحده .. تحب دايم تكون مع الناس حتى في أصعب المواقف ..
نادراً ما تفصح عن اللي بداخلها .. كتومة درجة أولى .. ولكن مع ذلك البسمة ما تفارق شفاهها ..
سرحت تفكر في نفسها وفي حالها .. هل هي الصح و الناس هم الخطأ ؟! أو العكس .. معقول اللي تشوفه و تسمعه كله خطأ في خطأ !
شهد تخطأ .. وانا مقدر أنصحها .. هل لأني انا الخطأ ؟ أو لأني ما أقدر أواجهها ..
هل بسبب شخصيتها المتقلب انا ما أدخل في جدال معها ؟ أو لأنها دايم على حق وانا على باطل

صحاها من تفكيرها صوته الرجولي الضخم : يااا بنت وين أمك فيه
رهف وقفت : لا يبه امي راحت لجدتي شوي وتجي
ابو وليد : بالله ؟ وشلون ما قالت لي ! صارت السالفة لعب .. والدنيا سايبه .. الظاهر لازم أحد يربيكم من جديد أنتو وأمكم الـ ....
حاولت انها تصم إذنها عن سماع كلماته المقززة .. كلمات يقشعر لها الجسم .. استرسل في السب واللعن .. إلى إن وصل آخر الدرج .. ودخل غرفته ..

حزنت على حاله .. ما كانت تحب أبدأ يكون أبوها كذا .. لكن ما في أحد يختار والديه .. واللي عليه انه يبر فيهم حتى لو كانوا عاصين ..

خذت القلم و كتبت بـ خط ركيك .. [ يا رب .. الطف بالحال ]

-------------------------------

اليوم تحس بنشاط زايد .. تحس فيها طاقة و ودها تفجرها .. خذت الجوال و حطت السماعات بأذنها و نزلت للممشى اللي يطل عليه بيتهم .. وبدت تمشي كـ عادتها كل يوم جمعة ..

شوق انسانه تحب الحياة و تحب الناس اللي حولها .. ما تنكر انها تكره البعض بسبب صفاتهم السيئة .. لأن مو كل الناس ينحبوون .. و بمعنى آخر .. إذا حبت حبت .. وإذا كرهت كرهت ..
تعتني بنفسها كثير ببشرتها وبصحتها و بجسمها ككل .. تمارس الرياضة بانتظام ..
وهالشي يمكن هو سر النشاط اللي دايم هي فيه ..
اجتماعية بطبعها .. تدخل القلب بسرعه .. صريحة وما تجامل في مشاعرها ..

رجعت البيت .. خذت كتابها و تصفحتها على السريع كـ مراجعه أخيره .. ونامت ..

------------------------------------


فتحت دفتر مذكراتها .. كتبت التاريخ .. 4/6 / 2006
كتبت بـ خط مرتجف [يارب اني عطشـة .. فـ ارويني ]
سكرت الدفتر .. مسكت كتاب الرياضيات اللي ما فتحته من قبل .. بدت تقرأ القاعدات لمدة ساعتين ..
سكرت الكتاب .. وقتت المنبه ونامت ~

شهد .. طفلة بريئة .. كل شي في حياتها تحسه لعبة جديدة و حابه تجربها وتستكشفها ..
تحب الفاشن و الموضة  والأهم منهم الرسم .. تشكيلية مبتدئة سنـاً ... ولكن خبيـرة باللوحات اللي تقدمها
مراهقة .. ولكنها بقلب طفلة .. تربت على الحب والحنان .. لكن حدث واحد في طفولتها غير مجرى حياتها .. وخلاها تكره تكون منبوذه وهالشي يخليها تبي تثبت نفسها في أي مكان و بأي طريقة ..
مشت في الطريق الخطأ .. مع انها عارفة انه خطأ .. وما تحتاج أحد ينبهها .. لكن مع ذلك مشت فيه .. و كل اللي ببالها تسلية وبس ..

مع الأيام اكتشفت انه مو تسلية  .. وانها فعلاً بدت تحب !

-------------------------------------


: ها قلبي كيف المذاكره ؟
ردت بتأفف : سكتي فيني النوم وما ذاكرت زين الله يستر بس ..
ردت وعيونها على الكتاب : اقول بس لا يكثر جهزي ورقتتس كالعاده .. لا تسوين لي فيها ما ذاكرت وانتي ورقتتس مليانه
رفعت راسها من الكتاب : وجججع قولي ما شاء الله لا تصكيني بعين
ضحكت : ههههههههه طيب طيب ماشاء الله تف تف .. اقوول شهد وش هي نظرية فيثاغورس
شهد : اقول لها ما ذاكرت تقول فيثاغورس .. حسبي الله عليه كانه جنني
ضحكت بقووه  : ههههه لا انا الحين تأكدت انك ما ذاكرتي

رن الجرس و راحوا كل البنات متجهين للجان الإختبارات .. و كالعادة تكون شدن و وراها شهد على طول ..
و مع كثر التحذيرات .. من غشنا فليس منا  .. كل وحده عينها في ورقتها .. اللي بتغش بسحب ورقتها .. ولكن .. الغش قاايم والدنيا حلووه و كل شي ايززي

مرت الاختبارات صعبة على الكل ..
مها اللي تخرجت من الثانوي و زواجها بعد شهر .. تحاتي كذا شي .. النسبة .. الاستعدادات للزواج .. بالها دايم مشغول وشارد ..
بتتزوج ولد خالها .. ومع كذا خايفه من انها تترك بيت أهلها اللي عاشت عمرها فيه .. عاشت لحظات حلوه و مره .. لكن كلها ذكريات عمرها ما راح تنساها ..
صح الفرق بين مها و شهد 3 سنوات .. لكن الحياة بدون الأخت وش تسوى ؟
شخصياتهم مختلفة و اهتماماتهم مختلفة .. لكن مع كذا علاقتهم قوية .. و كل شي ممكن يهتز إلا علاقة الأخوة .. أسمى وأقوى علاقة في الدنيا ..

-----------------------------

بـ صمت كانت جالسه في المرسم .. على كرسي خشبي .. ماسكة الفرشاه و لوح الألوان .. لها تقريباً 4 ساعات على هالحالة ..
تتذكر اليوم اللي دخل عليها أخوها وهي في جو رومنسي خيالي .. باهت ما كانت تعرف وش وراه .. تتكلم مع شخص ما تعرفه .. ما قد شافته .. ما قد سمعت صوته .. لكن مع كل علامات الإستفهام اللي حوله .. حبـته ..
ايي حبته .. حبت التفاصيل البسيطة اللي جمعتهم ..
كرهت طريقة الحب اللي بينهم .. لكنها عاشت قصة حب طفولية مع صاحب الظل الطويل !
طول عمرها تحلم بـ شخص رومنسي حنون .. صح كان حنون .. لكن مو رومنسي .. بالعكس يعاملها كأنها واحد من أخوياه .. ومع كذا حبته ..
تعرف كل القصص اللي تنقال عن الحب عن طريق الانترنت و عن ذئاب البشر .. ومع ذلك حبته ..
تعرف كل النهايات التعيسة اللي توجه هالنوع من الحب .. ومع ذلك حبته .. قالت يمكن انا غير ! حبه لي بريء جداً .. وحبي له طفولي ..
يمكن تكون نهايتنا سعيدة ..



دخل الغرفة .. تفاجأ بنور وحيد في الغرفة وهو نور اللاب ..
شغل نور الغرفة .. شافها تطالعه بـ صدمة وخوف ..
وش تسوين ! .. سألها بدون أي ملامح أو معالم على وجهه ..
لو طلبتني كنت بعطيها ! ليه دايم أكتشف انها تاخذه بدون إذني ..
وش الشي اللي تسويه و يخليها تمسح كل المحفوظات بدون أي استثناء !
عمره ما حب يفتش وراها لكن تصرفاتها تجبره على هالشي ..

: اممم ... انا كنت بتصل عليك ...... بس ...... خفت .... انك مشغول

بلعت ريقها بصعوبة ..

جاها متجه لمكانها .. و مازالت ملامح وجهه مجهولة بالنسبة لها .. أول مره تشوفه بهالملامح .. و أول مره توجه هالموقف !

ما زالت المحادثة مفتوحة و ما زال الكلام موجود ..
و ما زالت ترتجف من داخل .. و من براا بعد ..
و كل اللي في بالها .. يارب ما يذبحني !


بسم الله الرحمن الرحيم

عندما تتفتق الأمنيات .. وتتطاير بقايا خيوطها ..
عندما يتألم الحب .. و ينوح على عشاق الأساطير ..
عندما تسجن الصداقة نفسها في شرنقة ضيقة .. حتى تتلاشى .. لتظهر مره أخرى كـ فراشة أنيقة ..
عندما يتصرف اليُتم بـ حرية مطلقة .. حتى تتضاءل السعادة ..
عندما يشنق المرض طفلاً .. لا حيلة له إلا ان يرفع الراية البيضاء .. و يستسلم ..

عندما أكتب أنا !
فـ روحي هي من تكتب ..
و خافقي يظل ينبض احساساً رقيقاً ..

صغيرتي .. تشبهني كثيراً .. في ملامحها و دقة تفاصيلها ..

لازالت صغيرتي تكبر شيئاً فـ شيئاً ..
فـ رفقاً بي ..





[ الجزء الأول ]

كل أشيائي التي أرغب بها و بشدة ..
لم تصل بي للنهاية !
دائماً ما قبل البداية الفعلية تتوقف ..
أسوأ ما قد يحدث ..
أنك تجد قلبك بمكان .. و عقلك بمكان آخر ..
و روحك في عزلة تامة ..

دائماً .. الأشياء التي أرغب بها بصدق ..
تصبح ناقصة !


في غرفة مظلمة .. إلا من نور اللاب توب .. تحاول تتحسس حروف الكيبورد بـ رجفـة .. تكتب .. ترفع نظرها للشاشة .. تبتسم .. تلتفت لباب الغرفة .. ترجع تكتب بحماس أكثر .. وترجّع نظرها للشاشة ..
بين حماس الكتابة و قراءة الرد .. سمعت خطوات واثقة تصعد الدرج ..
سكرت كل شي كان مفتوح .. حاولت تحذف المحفوظات لكن ما فيه وقت .. و بأقصى سرعة تمتلكها فتحت باب الغرفة .. لكن للأسف كان أسرع منها ..
واقف عند الباب .. طالعها بنظره غير مفهومة .. ينتظر تفسير لوجودها في هالوقت المتأخر في غرفته .. نزلت عيونها و بعدها رفعتها بـ ثقة : كنت أبي أوراق طباعة أرسم عليهم .. اللي عندي خلصوا
طالع يدها الخالية إلا من رجفة غريبة دائماً يلاحظها فيها .. لكن مشّى لها الموضوع مع انه ما اقتنع فيه .. و دخل غرفته سكر الباب .. راح أخذ دووش بااارد لعله يجممد بعض من أحاسيسه .. توضى و صلى الوتر بخشوع و صوت ملائكي عذب .. رفع يديه للخالق سبحانه .. دعاا لوالديه بالصحة و العافية و دعاا لاخوانه بالهداية ..  تمدد على السرير الفخم باللون الليلكي الغامق .. و تلحف بـ غطاء مموج بين الليلكي و درجات التركواز ..  بداا يقول أذكار النووم .. لكن ما كملهم بسبب النوم العميق اللي دخل فيه ..

في جهة مناقضة من البيت .. وتحديداً في غرفة باللون البينك الفاتح مع تداخلات باللون التفاحي .. تناقض بين اللونين اجتمع مع تناقض شخصيتها .. من السرير الفخم إلى التسريحة الأفخم إلى باقي الأثاث .. اللي يغلب عليه الطابع الغربي .. ألوان متناقضه و متادخله بطريقة مميزة .. مثل شخصيتها بالضبط .. اللي بداخلها أفكار ومشاعر متناقضه إلى أبعد درجة .. كانت حاطه جوالها بـ جيب الجينز .. ومعلقة السماعات بأذنها .. ترقص بطريقة جنونية قدام المرايا .. و فجأة يقلب الموود .. وترقص بهدوء و رواقه .. مر على هالحالة أكثر من ساعتين ..
تعبت من الجينز و التيشيرت .. غيرتهم إلى فستان ناعم شاريته لإحدى حفلاتها تبي تشوف كيف بيكون الرقص بالفستان .. و خلال ما هي تبدل ملابسها .. سمعت صوت أذان الفجر ..
تعوذت من ابليس و راحت تتوضا و تصلي ع السريع ..
رغم صياعتها إلا إن صلاتها شي مهم في حياتها .. و تعتبر الصلاة هي الشي الوحيد الخيّر اللي تسويه .. عشان كذا عمرها ما تخلت عنها ..

دقايق و صوت الباب ينطق : شهد يلاا قومي صلي ..
شهد : صلييت يممممه
ردت أمها : بارك الله فيك ..

راحت أم شهد للغرفة القريبة من غرفة شهد .. تصحّي خالد اللي بسابع نوومه و مستحيل يقووم إلا بعد محاولات من كل اللي بالبيت ..
: خاااااالد بتقوم والا لا ؟؟؟ والله لو جا أبوك من المسجد و شافك ما قمت يا ويلك ..
طبعاً ما في أي رد ..
جات شهد : يممه روحي انا أوريك فيه ..
: خااااالد و مصمه .. خااالد يا مال العلـة .. خااالد قووم لا والله العظيم أطفي المكيف عليييك أخليك تخييس بالحر .. وما أكون شهد إذا ما سويتها
خالد : ......
شهد : ما راح تقوم يعني ؟؟؟ طيييب وهذا المكيف و طفيناه .. يلا اشوف نااام
راحت و رجعت ولقته في نفس الوضع اللي كان عليه .. تركته و راحت لمحمد .. لقته يصلي بكل خشوع و السكينه تلف المكان .. ظلّت تطالعه .. و تتأمله ..
هذا أطيب قلب عرفته في حياتي .. هذا نعمة من ربي .. و بركة هالبيت بوجوده .. شلون قدرت أكذب عليه و كل هالمحبة في عيونه .. كل ما أغلط يصحح لي .. يحميني من أمي وأبوي .. يدافع عني .. يتحمل العقاب بدالي .. و لازلت أغلط و أغلط .. و ما يهمني أي شي ..
لكن هالمره غلطتي كبييره .. غلطتي أكبر من انه يتحملها بدالي .. غلطتي كبييره لدرجه اني أحس بثقلها على قلبي .. مو قادره أرتاح أو أستانس .. كل ما صليت أحس بمسافة كبييره تفصلني عن الخشوع و السكينه .. كل ما جيت أدعي .. أحس ما لي وجه أقابل ربي فيه ..
يااارب استر علي .. و اهديني .. و نور دربي ..
: هلووو عررب
شهد بسرحان : هاا .. أي هلا
محمد : شتطالعين ؟ .. أول مره تشوفين واحد يصلي
شهد : لااا بس أنتظرك تخلص .. روح قعّد خالد .. أمي إذا جاها الضغط فـ هو منه ..
راح محمد لخالد و بمجرد ما تكلم محمد على طوول فز خالد من السرير الزيتي المقلّم بدرجات الأخضر .. و راح يتوضاا و يصلي ..

راحت أم محمد تصحّي مها .. اللي زواجها قرّب و الإستعدادات له على قدم وساق ..دخلت الغرفة اللي باللون الأحمر القاتم بتداخلات من اللون الذهبي .. لقتها تكلم جوال .. أكيد تكلم خطيبها .. تركتها و راحت تنام ..

جا أبو محمد من المسجد طل على كل الغرف عشان يتأكد ان الكل قام صلى .. ما عدا غرفتين في آخر الممر ما راح لهم .. الغرفة الأولى باللون الأبيض و الأصفر .. برسومات طفولية بريئة تملأ الغرفة .. لـ لين آخر العنقود .. عمرها 5 سنوات ..
أما الغرفة الثانية .. فـ هي غرفة مسكره من أكثر من 16 سنة .. ما أحد يعرف سر الغرفة هذي إلا سكان البيت ..

---------

واقفة بـ جلال الصلاة .. صلّت الفجر و السنة .. وقرأت وِردها اللي متعوده تقراه .. و راحت عند الشباك .. رفعت راسها للسمـاء .. و بدت تدخل جو تأملاتها .. ثواني والخدامة جايبه لها كوب كوفي .. خذته منها بهدوء و رجعت تكمل تأملها في السماء ..
ياا الله .. محتاجة لك .. محتاجة للطفك و كرمك .. يا رب .. انت الوحيد اللي تعلم وش اللي بداخلي .. يارب ضاقت علي الدنيا .. ومالي غيرك ..

ظلّت على هالحال إلى إن أشرقت الشمس .. تحب هالوقت كثيير .. و هذي العادة ما تركتها من كانت صغيره ..
تأملت الشروق .. و ابتسمت بـ خفة .. و راحت تتمدد على السرير الأكثر فخامة على الإطلاق .. حريري .. لكنها تحس بأشواك تُغرز في جسمها كل ما قربت منه .. أنيق جداً .. لكنها تشوفه في أبشع صورة .. وردي .. لكنها تشوفه قاتم و مظلم جداً ..
غمضت عيونها .. و دخلت في سبااات عمييق ..

في الوقت نفسه كانت امها تصحّي أبوها للصلاة .. و لكن لا حياة لمن تنادي .. راحت لعيالها تصحيهم ..
مرّت على الغرف كلها من غرفة وليد إلى غرفة مَيّ و فَيّ التوأم .. إلى غرفة أسامة .. ما مرّت على رهف لأنها تعرف عادتها اليومية واللي مستحيل يمر يوم بدون ما تكون بنفس الجوو ..
قاموا كلهم يصلون .. لكن للأسف .. القدوة لهم ما قام .. عمره ما صلى في المسجد و عمره ما حاول أصلاً .. باقي الصلوات يصليها في البيت .. أما الفجر .. يصليها لما يقوم للدوام الساعة 8 الصباح !

رجعت غرفتها و هي تشوفه نايم وتحاول تصحيه .. لكن في كل مره تحاول فيها تتعب أكثر .. تلاقي منه كلام و سب وشتم .. يترفع اللسان عنه .. ولكنها ما يئست .. و كل يوم تحاول أكثر .. لعل الله يهديه و يصلح حاله..

-----------
في منطقة أخرى .. و تحديداً في الرياض .. في بيت متواضع و بسيط .. كان جالس على اللاب توب .. ينتظرها تدخل الشات مراا ثانية .. لكنها تأخرت .. عرف ان اخوها أكيد جاا و ما خلاها تشبك ..
: إذا أعرست عليها و الله لا أكفخ أخوها تكفييخ .. هالمطوع والله ذبحني ..
جاه الصوت الضخم من وراه : من هو ذا المطوع يا مال الحتسه اللي تحتسك
سلطان بربكة : أبد واحد من الربع ..
قام يبوس راس ابوه .. : صبحك الله بالخير يبه ..
بو سلطان و آثار التعب و الألم باينه عليه : وحطبه .. خبلكم هالمسود الوجه .. قمتوا تمشّون و تحتسون مع أعماركم .. هماك قلت بتوضاا وألحقك المسجد .. ليييه ما جيت !؟
سلطان ما عرف شيقول : يبه تبي أوديك غرفتك ..
بو سلطان بعصبية : انت ما سمعتني وش انا قلت !؟ اذلف لا بارك الله فيك
تركه و مشى وهو يحاول يتماسك لا يطيح من التعب ..
سلطان في نفسه : وش معصب عليه هـ الشيبه .. ناشبن في حلقي ..
ورجع للاب توب مراا ثانية ..

---------------


الساعة 7 صباحاً ..
في الصالة الخارجية الفارهة .. واسعة و فخمة جداً .. الجدران عبارة عن زجاج يطل على الحديقة الخارجية .. والأثاث إغريقي روماني .. وهذي الصالة نادراً ما يجلسون فيها إلا إذا اجتمعوا الأهل كلهم .. أما في الصالة الداخلية أثاث كلاسيكي أنيق .. وهي المكان اللي دايم يجلسون فيه .. فيها درجتين تودي لغرفة الطعام ..
 أم محمد و بو محمد يفطرون بـ صمت .. على الطاولة الفاخره .. اللي تضم 14 كرسي مع ان ما يستخدم منهم إلا 7 كراسي ..
بومحمد يكسر الصمت : وين العيال ؟؟ شفيهم ما قاموا
أم محمد : لا مو رايحين المدارس كلهم .. خبرك هالفترة مراجعة قبل الاختبارات و ماحد يداا....
ما كملت كلامها لأن شهد نازلة ركككض .. بملابس المدرسة الحكومية .. و الشوز الفسفوري الفاقع .. و تسريحة الشعر المبالغ فيها .. و ما ننسى الكحل و البلاشر و القلووس ..
: شهههد و وجع بشويش لا تطيحين
شهد وهي تلبس عباتها : يممه مستعجله الساعة 7 بيسكرون البوابة الحيين .. الله يعيني على مقابل أبله لطييفة بتسوي لي سااالفه .. يلااا يبه بسرررعه ما يمدي ....

آخر كلمة قالتها و هي تفتح الباب وتطلع ..
ضحك بو محمد على رجتها .. و شال شماغه و طلع وراها ..

دخلت المدرسة تتسحب .. عشان ماحد يشوفها ..
حست بمسكه قووويه من يدها .. خلتها توقف مكانها بدون ما تقاوم ..
: ويين على الله ؟؟
شهد : بروح صفي
أبله لطيفه : صحييح ؟؟ قدامي اوقفي هناك مع المتأخرات .. لحظة لحظة تعالي .. وش هالجزمة ؟؟ [ تكرمون ]  .. وين رايحة انتي و وجهتس ؟؟ تحسبين الدنيا فووضه ؟؟ وبعدين وش هالتسريحة ؟ رايحه عرس ؟ والا الكحل و البلاشر !! لا بالله مانتي بصاحيه استخفيتوا و قعدتوا  و و
طبعاً شهد ما كانت تسمع أي شي من هذا .. كانت تأشر لصديقتها اللي واقفة مع المتأخرات ..
بعد الوقفة لمده نصف ساعة .. تضيع من الحصة الأولى .. مدري وش الحكمة من وقفتهم ..
هل هم بيتعضوون مثلاً لما يوقفونهم ؟؟ بالعككس ينبسطون لأن الحصة تضييع و معاهم عذر

وقعت التعهد و راحت مع صديقتها شدن ماسكين يدين بعض .. طيرااان ع الفصل ..
كانت حصة رياضيات .. كالعادة حصة غثيثة و ثقيلة دم إلى أبعد درجة ..
لكن بوجود شلة شهد كل شي غثيث ينقلب وناسة و ضحك ..
طبعاً كانت أيام المراجعة .. فـ أغلب الأساتذة ما يشرحون مجرد مراجعة ..
وكل وحدة منهم ودها تمسك البنات وحده وحده و تقول إذا في أمك خير تعالي بكراا خخخ
أما البنات فـ هم ناشبين .. في منهم اللي تجي عشان المراجعة و تنشب للاساتذة بالاسئلة .. و هالنوعية نادرة و خصوصاً عند السعوديين .. النوعية الأكثر شيوعاً وهي اللي تجي عشان تلعب و تنبسط ..

في الفسحة كانت شهد و شدن و رنيم و أماني و حنان .. يلعبون بـ الماي .. يشترون من المقصف و يكبوون على بعض .. مع ان في نفس الوقت بنات يطالعونهم و يتمنون ريال واحد عشان يشترون فيه ماي يروي ضماهم و ضمى أهلهم ..

آخر حصتين كانوا فرااغ .. جات المعلمة و قالت انا عندكم انتظار .. بروح شوي وأجي ..
طلعت و سكرت الباب .. و على طوووول البنات غيروا أماكن الطاولات
و حطوهم حول الجداران بحيث يكون في النص فااضي ..
و لييه بتقصر تنوورة تلحأها عيوون الشبااب ايييه و هيي بحالا مغروره ....

شهد تطق على الطاولة .. و شدن تغني بصووتها العذب و الباقي رقص و ضحك ..

انتهى الدوام بعد يوم مليان لعب و ضحك و خباال ..
طلعت من الفصل شايله شنطتها و ماسكه عبايتها بيدها ..
لبست عبايتها و طلعت .. وركبت السيارة ..

قبل دقايق من وصول شهد للسيارة ..
: اوووف شمس و حررر و ميت من الجووع شلون يعني ؟؟ لا يكون انا اشتغل عندها وانا مادري ! والله اذا جات لأهزأها ..
ردت بـ خوف  : معليه وليد رووق ما صار شي انا بكلمها بعدين وأقول لها ما تتأخر علينا ..
وليد : لا والله ؟ كم مراا يا رهف كلميتها من قبل و لا شفنا نتيجة .. و كل ما لها وتعاند أكثر و تتأخر أكثر .. لازم يوم من الأيام أمشي و أتركها عشان تتأدب ..
رهف : خلاص خلاص هذا هي جات ..

ركبت شهد السيارة بدون صوت .. حاسه بخجل فضييع .. تحس انها المفروض ما تتأخر عليهم .. و تدري ان الدنيا حرر و شمس .. لكن في كل مراا تطلع لها سالفة جديدة تأخرها ..
--------------

نزلت من الباص اللي يوديها و يجيبها من المدرسة ..
هي مع مجموعة من البنات ..
دخلوا لـ نفس البيت ..
بيت قدييم جداً و متهالك .. الباب أكل أغلبه الصدأ .. صبغ الجدران متشقق .. و طالع من وراه لون الاسمنت  ..  دخلت للغرفة الصغيره اللي تضمها هي و 3 من البنات ..
دخلت و حطت راسها على السرير الحديدي القديم و الغطاء أبيض مصفر .. وكأنه سرير مستشفى أكل عليه الدهر و شرب .. مدت يدها للطاولة الصغيرة اللي جنبها فتحت الدرج و طلعت صندوق صغير ..
فتحته .. ابتسمت .. و رجعته مره ثانية مكانه ..
: أمووت و أعرف وش اللي عندتس في ذا
ضحكت من قلب : يا شينتس و يا شين لقافتس
آمنة وهي تجلس معها على السرير : والله والله جد علميني .. أخاف أموت وانا ما بعد درييت
ضحكت على خبالها : وش دخلتس ياخي .. انا حرره
آمنة : صح انتي حررره .. انا أصلاً مقهووره منتس حددي .. ولا عاد تكلميني ولا يطيح لساني بلسانتس
علامة تعجب ارتسمت على ملامحها : وش فيتس ؟ وش سويت لتس انا ؟
آمنة : الحين كل البنات اللي هنا تقوليين عجااايز من هالأسامي اللي مسمينا اياهم .. إلا انتي على حظتس جيتي مسمية وخالصه و اسمتس وش حالته
شدن دنقت راسها شوي وبعدها رفعته بمزح : طبعاااا أجل هااا نعلمتس حناا

تذكرت .. من لما بدت توعى على الدنيا .. وهي هنا .. بهالمكان .. اللي ضم الكثير و الكثير من البنات اللي بعمرها .. واللي أصغر و اللي أكبر ..
بنات رضعوا اليتم من صغرهم .. ما عرفوا معنى أسرة إلا بالمدرسة .. ياما بكوا بدون صووت .. ياما ضحكوا وبداخلهم ألف آآه تجرحهم ..
كل شي كانوا يعرفونه هو المكان اللي فجأة لقوا نفسهم .. بين ناس كثير ما تربطهم صلة قرابة .. ولا نسب .. لكن تربطهم علاقة وثيقة ..
إخوة .. جمعهم القدر .. ما أحد منهم يعرف من وين جاا أو وين أصله ..
ما يهمهم الماضي ولا المستقبل .. يهمهم الحاضر .. هذا الشيء الوحيد اللي يعرفونه و واثقين فيه ..

شدن .. كل ما حاولت تعرف عن أهلها أي معلومة .. تسكرت كل الأبواب بوجهها .. كل ما شافت بصيص أمل .. اختفى بطرفة عين ..
ما تبيهم .. تكرههم كثيير .. لكن ودها بس تعرفهم .. تسألهم عن أعذارهم .. ليه تركوها مرمية بهالمكان ؟ ليه محد فكر انه يزورها .. هل العيب فيها أو العيب فيهم ..!
كل هذي الأسئلة تراودها بصمت .. وللحين ما لقت أي جواب لهم ..

---------------

جالسه في الغرفة الصغيره اللي جنب غرفتها ..
غرفة فارغة من الأثاث .. ما فيها إلا لوحات و ألوان .. ماسكة الفرشاة بيدها اليمين و علبة الألوان بيدها الثانية ..
لابسه جينز و تيشيرت أسود .. وعليهم مريول الرسم ..
يدها ملونه بألوان اللوحة ..
حتى وجهها متسخ ببعض الألوان ..
الجوال في جيب الجينز و السماعات بإذنها كالعادة ..
مشغلة موسيقى كلاسيك ..
: عربووو .. نحن هنااا
التفت بسرعة و شافته واقف بـ حنية .. حطت الفرشاة و شالت السماعات : سووري والله بس تدري فيني إذا اندمجت ما أسمع شي ثاني
ضحك عليها بداخله : طيب وش تسمعين ؟
حست بشي داخلها يقول اكذبي عشان ما يعطيك محاضرة.. لكن قاومت هالاحساس : موسيقى كلاسيك .. عشان أدخل جوو مع اللوحة
تغيرت ملامحه لكن ابتسم لها : عندي لك جوو ثاااني و رايق أكثثر
تحمست : وشهوو
بابتسامة دافية : القرآن الكريم .. جربيه صدقيني بتروقين أكثر ..
ابتسمت له : ان شاء الله .. يلا انزل تحت وانا بغير ملابسي وأجي ..

ابتسم لها و طلع ..
يمووت عليها .. هذي اخت غير عن كل الخوات اللي بالدنيا .. يحبها بكل تفاصيلها .. يحب ضحكها الجنوني .. يحب خبالها .. يحب رسمها .. يحب خواطرها .. يحب الجلسة معاها ..
راح غرفته قبل ما ينزل ..
كان حاب يفاجئها بشي خاطرها فيه .. لكن أمه عارضت هالشي .. والسبب ان قلبها ناغزها !

ما اقتنع بأسباب أمه .. لأنه يثق في شهد ثقة عمياء ..
لكن كل اللي يقدر عليه انه يحاول يقنع أمه عشان ترضى ..

في الصالة الداخلية ..
بـ صرااخها المعتااد : ماما شووفي خاالد
خالد : اششششش يا غبية ابي اسمع .... اووووف راااح القوول
ام محمد : خالد قـصّر على الزفت أزعجتنا فيه ..
بو محمد : مباراة الهلال والنصر ذي
ام محمد : و إذااا يعني ان شاء الله عمرهم ولا فازوا خله يوووطي على الصووت انصمخت اذني
بو محمد : خالد قصّر الصوت
لين : لا لا بابا قول له يحط سبيس توون بيجي توم و جيري
خالد قصّر الصوت شوي : اقول انثبري بس هذا اللي باقي ..
محمد نازل من الدرج : قصّر الصوت فضحتنا عن الجيران .. كل الناس سمعوا المباراة
شهد نازله وراه : زييين خله عشان اللي ما عندهم تلفزيون يقعد عند الباب ويسمع اذا جا قوول والا لا ههههههه
محمد : يااا سخفك عاد
مها طالعه من المطبخ و عيونها متغورقه : يممممه
وقفت ام محمد مرتاعه و الخوف سيطر على الكل ..

-------------

في غرفتها .. باللون الفوشي و البينك .. كل شي في الغرفة فخم .. الأثاث كلاسيك .. و الصبغ غريب و أنيق جداً .. ماسكه اللاب توب الجديد .. تحاول تستكشفه ..
أول شي سوته فتحت متصفح الانترنت ..
ودخلت على الشات اللي متعوده تدخل عليه ..
سولفت شوي وطلعت ..
فتحت الماسنجر .. ما لقته متصل .. تأففت بداخلها .. وسكرت اللاب و طلعت من الغرفة ..

: شوووق وخرررررري
التفتت شوق وراها والا اخوها الصغير لابس زلاجات برجله و يتزلج .. حاولت تتفاداه أو تمسكه ما قدرت لأنه كان أسرع منها ..
صدم فيها و طاحت معاه .. حاولت تقوم لكن ما قدرت الألم كان أكبر منها ..
غابت عن الوعي ..
وكل شي بداخلها .. يقول : آآآه